الأحد، 27 سبتمبر 2009

عاملني كبشر.........


أتذكر مقال قد قرأته كمادة للنقاش في السنة الرابعة من الدراسة بطلب من محاضر المقرر ، كان عنوان موضوع المقال يتحدث عن (The habits of successful pharmacist)عادات الصيدلي الناجح
 للكاتب (William A. Zellmer)


اشتمل هذا المقال على ثلاث عادات كنقاط أساسية، مع شرح لكل نقطه، كان أكثر ما شد انتباهي هي عادة التعاطف مع الآخرين . ومع أن المقال يخدم تطوير مجال الرعاية الصحية للمرضى من جانبه الدوائي، إلا أنني أرى أنه يمكن تطبيقه بكل عاداته في أي مجال يستوجب على موظفيه التعامل مع أي كان، سواء كانوا مرضى في مشفى أو مراجعين في الدوائر الحكومية و البنوك المصرفية أو بين العامل البسيط ومديره و حتى بيننا في علاقاتنا الاجتماعية كبشر.
عادة التعاطف:. تعني أن نتعامل مع من هم أمامنا بكل تواضع ونفكر حين نتعامل معهم من منطلق أننا نتضامن معهم ونحس بوضعهم، نتعامل معهم من منطلق أنهم بشر وليس بناء على معايير الفروقات و الطبقية التي فرضتها علينا حياتنا المدنية.


ديننا السمح ليس ببعيد عن الحض على حسن التعامل، بل وإنه قرن كمال الإيمان بحب الخير للغير كما نحبه لأنفسنا لقوله عليه الصلاة والسلام :( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) متفق عليه

فعندما يتعاطف الطبيب حين يستمع لشكوى مريضه كما وكأنه هو نفسه يحس بأعراض المرض أو أنه هو من سيستخدم الدواء فإن ذلك سيؤدي إلى فعاليه العلاج الذي سيصفه له ويراعي في اختياره الموازنة بين آثاره العلاجية وآثاره الجانبية والذي بالتالي كمحصلة سينهض بمستوى الرعاية الصحية ككل.
وأيضا ً عندما يتعاطف المراجع مع الموظف من منطلق أنه يجلس على مكتبة لمدة 6إلى 7 ساعات متواصلة فإنه لن يضره قول كلمة شكرا ً أو الدعاء له بالصحة بعد خدمته له، وذلك سيكون سببا يدفع الموظف بالمقابل لبذل أقصى جهده مؤديا عمله ناهضا بمستوى الخدمات التي تقدمها دوائرنا الحكومية.
وعندما نتعاطف مع المسكين أو الولد الضائع والمسن المحتاج و و و و و و و و، فإن ذلك لن يعود بالمنفعة على الطرفين المعنيين فقط بل إنه سيعود بالفائدة للمجتمع ككل.

كم هو جميل أن يرى الإنسان نفسه يعيش ضمن مجتمع متكاتف و متعاطف يحب عمل المصلحة لغيرة وكأنها له.


شاكرة لكم وقت قراءتكم